الخميس، مايو 8

الفقيه أحمد ولد بادي رحمه الله / الأستاذ محمد عبد الله ولد بادي

الرجل الذى نود الحديث عنه هذه المرة  هو عالم جليل وأديب ولغوي كبير كرس حياته لخدمة العلم , نشأ فى بيت علم وتقوى فى كنف أبوين كريمين أغدقا عليه بالرعاية الكريمة والتربية الصالحة إنه الشيخ أحمد بن بادي سليل أسرة معروفة بالإستقامة والتمسك بالأخلاق الفاضلة والسنة المطهرة .
ولد فى منتصف العقد الثانى من القرن العشرين أي حوالي 1915 م فى منطقة تكانت على بعد 40 كلم من المجرية من ناحية الشرقية منها وتربى فى حضن والده الشيخ محمد احمد ولد أحمدو ولد بادي وهو معروف بالعلم والتقوى والتمسك بهدي السلف الصالح

فأراد أن يصوغ شخصية إبنه على هذا النحو , تماما كما فعل مع أخويه من قبل [سيد محمد , ومحمد  ]
ويربيه وفق هذا المذهب الصارم ليكون له صمام أمان يعصمه من البدع والمحدثات ويجنبه الزلل والضلالات فلم يضن عليه بالتوجيهات المفيدة والإرشادات السديدة والخكم البليغة فى إطار من السلوك القويم والذوق السليم والخلق الكريم وبحكم هذه البيئة الصالحة والفطرة السليمة والإستعدادات واالمواهب الذاتية لصاحبنا فقد إستوعب تلك التوجيهات وتحلى بتلك الشمائل والصفات وقد هيئه لذالك ذكائه الخارق ونبوغه الباهر الذى بدأت بوادره تفصح عن نفسها منذ صباه وهكذا أتم حفظ القرآن مبكرا فى محظرة حيه ثم شرع فى تتويج ذالك الحفظ بدراسة الرسم والمقرئ ثم إنتقل إلى مبادئ العلوم الشرعية واللغوية مع كتاب الأخضرى فى الفقه والأجرومية فى النحو إلا أن نفسه المفعة بالشغف بالعلم المتعطشة إلى إكتساب المزيد منه لم تسمح له بالتوقف عند هذا الحد
إذ مالبث أن شمر عن ساعد الجد وغادر حيه صحبة كوكبة من زملائه وأقرانه يجمعهم حنين العلم مصطحبين معهم ماتيسر من زاد ميممين وجوههم شطر أم المحاظر فى تلك الربوع حينها وهي محظرة أهل أبات المعروفة  بعطائها الزاخر فى شتى الفنون وبكثرة المتخرجين منها الذين ذاع صيتهم وطبقت شهرتهم الآفاق وهناك عثر الفتى وصحبه على ضالتهم المنشودة فأيقظ عصي الترحال بعد أن طاب لهم المقام وأنكبو على معين العلم يعبون من عبا واصلين ليلهم بنهارهم وكأنهم فى سباق مع الزمن .
ومن أبرز زملائه فى تلك المرحة :
- من أهله علامة زمانه المرحوم محمد أمانة الله ولد جار الله
- أما من غير أهله نذكر على سبيل المثال لا الحصر العلامة لمرابط الحاج ولد فحف حفظه الله
ولم يبخل عليهم أساتذتهم فى المحظرة بالتدريس والشرح والتفسير مستقلين ذكائهم وإستعداداتهم ومن أبرز هؤلاء الأساتذة أحمد ولد أبات و أحمد ولد الداده ز محمد أحمد ولد الطلبة وغيرهم .
وماهي إلا فترة قصيرة حتى تضلع الفتى من تلك العلوم وأجازه أساتذته بعد إستكمال أمهات الكتب [ مختصر خليل , ألفية إبن مالك , لامية الأفعال ......وغيرها ]
وآن له أن يعود إلى مضارب الحي ليصبح قبلة للمستفتين فى أمور دينهم ودنياهم ومقصدا للدارسين القادمين من كل حدب وصوب
فأخذ يسدى  لؤلئك فتاواه النيرة ويبث فى صدور هؤلاء علمه الواسع فصار قدوة ومرجعا يوجه أبناء مجتمعه داعيا إياهم إلى سبيل الله 

0 التعليقات:

إرسال تعليق