الأحد، ديسمبر 30

الشيخ سيد محمد ولد جار الله الملقب ب ( العالم ) رحمه الله

جار الله ولد سيد محمد

ترجمة الشيخ سيدي محمد ولد أمني ( العالم )
أ ـ نسبه
هو الشيخ سيد محمد الملقب ( العالم ) بن محمدو ولد جارالله بن الشيخ أحمد محمود بن الشيخ سيدي محمد بن أحمد المعروف ب ( امني ) بن الطالب محمد بن الطالب لمين بن أحمد ( ادويبه ) بن محمد البشير بن أحمد أحمد بن علي بن آمغر بن ابابك بن جعفر بن إبراهيم المجلسي . وهذه النسخة منتشرة في القبيلة وقد أخذتها من المؤلف ويؤكدها المجلسيون فقل أن يلتقي أحد من هذه القبيلة  بأحدهم إلا وأكد له انتماء هذه القبيلة إلى المجلسيين وقد دعوهم إلى المتلتقيات المجلسية  

وقد ألقيت في بعض تلك الملتقيات قصيدة ذكرت فيها هذه السلسلة
    لنا شرف الوصال بالشيخ مسندا       بسلسلة  عن كابر بعد كابر
    بجوهرة الأشياخ سيد محمـــــــد       إلى امني ثم طالب ذي المآثر
     فطالب الأمين من قبل أحمــــــــد      محمد البشير شيخ المحابــــر
      فأحمد ثم اعلي فأحمد ثم اعلي فأحمد بعده    علي فأمغر إمام المنابــــــــر
     إلى بابك فجعفر زان أصله          بدوحة إبراهيم  شيخ الأكابر
و أمه عيشة بنت أحمد عبدايم بن سيد بن المختار فال العمرانية الحجاجية

ب : مولده ونشأته :
ولد حوالي 1335 ه قرب أدنش في ولاية لبراكنه توفيت أمه في سابع ولادته كما توفي والده بعد ذلك بثلاث سنين
تولى تربيته وحضانته ورعايته أسرة أخواله أهل سيدي كما كان عمه المرحوم يعقوب ولد جار الله يتعاهده وقد كان خاله
القارئ العابد محمد لمين الملقب بالدين وخالته مريم بنت سيدي له بمثابة الأم الحنون والأب الرحيم فأحاطاه بالرعاية والعناية وبالغا في تدليله وتولى خاله المذكور تعليمه بنفسه فكان يبذل الجهد في تعليمه لكن شدة الحنان والشفقة جعلاه لا يؤلم خاطره وهو الذي لقبه العالم تفاؤلا أن يكون عالما ولما بلغ سن الاحتلام وقع في فترة فترك التعلم ولكن كما قد قيل
                               وإذا العناية لاحظتك عيونها               نم فالمخاويف كلهن أمان
فلم يمض إلا قليل حتى عاد إلى التعلم ولكن من طريق قويم وفي ثوب أنيق إنه الخشية من الله تعالى فكان يقول : بينما أنا أقرأ بعض الكتب أصابتني خشية عظيمة فأقبلت أبكي وأنحب على نفسي وهدرت الخلان وكل أمور الدنيا لكن الله قواني بالعلم , التحق بمحظرة المرحوم الشيخ محمد عبد الرحمن ولد الشيخ أحمد محمود ولد الشيخ محمد رحم الله الجميع فبدأ بقراءة الفقه على الشيخ محمد عبد الرحمن وبعض فقهاء المنطقة
ج ـ رحلته : إذا كان أساس طلب العلم الغربة ووسيلته الرحلة  فإن السيخ عقد عزمه وأجمع  أمره  على الرحلة في طلب العلم مهما كان زلاله وبأي أرؤض الله مناله وأي كانت الصعاب وقلة الزاد
                         لولا المشقة ساد الناس كلهم                     الجود يفقر والإقدام قتال
وقد كان الشيخ التراد ولد العباس آنذاك محط أنظار العلماء والمتعلمين فاتجه الشيخ وجهته ويمم صوبه صحبة أحد المسافرين ولم يكن بحوزته من المتاع إلا أوقية في كتاب زفيث طريقه مر بمحظره أهل اجميل في أفل وكانت بعيدة عن العمرانرأى الشيخ جو التدريس فأعجبه عندها وجه سؤالا إلى شيخ المحظرة ( محمد أحيد ولد اجميل ) هل بإمكان المحظرة أن تستقبل المحظرة تلميذا مؤبدا وبصدر رحب وكرم أصيل أجاب الشيخ نعم وسيكون شريكنا فيما هاهنا والشيخ الوالد إذا حدث بهذا يقول وقد صدق الشيخ في وعده فما استأثر بشيء دوننا
              فألقت عصاها واستقر بها النوى                  كما قر عينا بالإياب المسافر
مكث هنالك سنتين أكمل خلالهما مختصر خليل زقرأ المنهل في علم الكلام بعد ذلك عاد إلى منطقته نشأته  ومحظرة الشيخ محمد عبد الرحمن ولد الشيخ محمد وأعلام تلك المنطقة حيث قرأ العربية  وتفقه على كل الب ولد عبداو و لمهاب ولد الطالب إميجن رحم الله الجميع وأخذ الورد القادري من الشيخ محمد عبد الرحمن المذكور
د ـ مكانته العلمية : ظل الشيخ منكبا على العلم والتعلم والمطالعة فبعد تضلعه من الفقه حتى أصبح المرجع الأول فيه في منطقته من غير نكير بادر إلى تعلم الأصول والحديث وعلوم القرآن فكان يحفظ المراقي إن لم يكن كله فجله وكذا اطلعة الأنوار ويحفظ جملة وافرة من الحديث فكان يقول ما معناه ( لوجمعت ما أحفظ من الحديث لقاربت رتبة حافظ ) كان محبا لابن تيمية كثير المطالعة لفتاويه  معجبا بالشهيد حسن البنا ومنهجه في إصلاح المجتمع  بل قال لنا ذات يوم أشهدكم أني من الإخوان المسلمين كان عضوا مؤسسا في الجمعية الثقافية الإسلامية  ظل الشيخ مكرما ومعززا في أخواله وأبناء عمومته وأهل منطقته .
نفع الله به خلقا كثيرا أقام  في الزير وضواحي  كرمسين محظرة تدرس القرآن والعلوم الشرعية .
ه ـ أخلاقه :
كان الشيخ رحمه الله تعالى سخيا متواضعا زاهدا في الدنيا سريع الرضا عند الغضب مقبلا على ما يعنيه منكبا على المطالعة والإقراء والإفتاء ومناقشة المسائل العلمية محبا للسنة مبغضا للبدعة مجتهدا في العبادة ولقد شاهدته في نهاية الثمانين من عمره ي\يل قيام الليل رغم الأمراض كان آمرا بالمعروف ناهيا عن المنكر لا تأخذه في الله لومة لائم
و ـ مواقفة :
كانت موافقه مرتبطة بالمجال العلمي والاجتماعي ولنذكر مواقفه في أهم المواضيع التي عاصرها وهي تعطي انطباعا بمسوى عال من العلم والاطلاع والوسطية
01 ـ العقيدة : عاصر الشيخ الجدال الحاد بين السلفية والمتكلمين من الأشاعرة  وقد كان ينحى منحى وسطيا فكان يدين الله تعالى بمذهب السلف السلف الصالح ( التفويض ) من غير تشبيه ولا تكييف ولا تأويل ولا تعطيل لكنه لم يكن يبدع أو يضلل المؤولين وله في هذا المجال كتابات
2 ـ عايش الشيخ النقاش الذي دار بين دعاة العمل بالكتاب والسنة والمقلدين من الفقهاء لكنه لم يحد عن موفقه الوسطي التوفيقي فكان يدعو إلى قراءة السنة والعمل بها والتبصر بها دون إنكار المذاهب من أصلها وله في هذا المجال رسالة بعنوان ( أجوبة الأسئلة الأسكرية ، حول التقليد ةبعض المسائل الفقية ) وهي أجوبة أسئلة طرحها العلامة محمد عبد الله ولد محمد آسكر



03 ـ الاستغاثة والوسيلة :
لم يحد الشيخ عن موقفه التوفيقي الوسطي فكان ينهى عن الاستغاثة والنداء للصالحين دون أن يكفرا أحدا بذالك وكان يقول بجواز الوسيلة وله في هذا المجال رسالة بعنوان ( نصيحة الخلان، بالتوقف عن تكفير أهل الإيمان )
ز : إنتاجه العلمي
ـ مجموعة فتاوى مخطوطة
ـ تشريع الرسل ، حول دورالمرأة والرجل في العمل
ـ شرح أصول نظم أصول الإمام مالك للمرحوم الشيخ بداه ولد البوصيري
ـ تقريب الصعود إلى مراقي السعود . وهو شرح مبسط منتزع من نشر البنود للشيخ سيد عبد الله ولد الطالب إبراهيم
ـ الأجوبة الآسكرية ، حول التقليد وبعض المسائل الفقية .
ـ نصيحة الخلان ، بالتوقف عن تكفير أهل الإيمان .
أما الشعر فقد كان مقللا منه ومن شعره قوله متعففا عن هبة بعض الفضلاء
     فما ابتغيم بلغتم ولاعجـــــــــب                      إن كان في المكرمات منكم رغب
     هذا ولولا العفاف والكفاف معا                     لكنت مسعفكـــــــــــم قبول ما تهب 
ومن ذلك قصيدة له في كزن حق الشيخ المعلم  أقدم من حق الأب
وكون حق الشيخ من حق الأب                               أقدم قد يؤخذ من قول النـــــــــبي
والعلمــــــــا للانبياء ورثـــــه                                في العلم والتعليم نعم الورثـــــــه
وجاء فيث الذكر النبيء أولى                                بالمؤمنين نعمه من مــــــــــــولى
والعلمـــــا من دون ما للأنبيا                                قد ورثوا لا شك قسطا عاليــــــــا
لأنهم نوابهـــــــم في حمل ما                                جاءوبه من الهدى والحكمــــــــــا
والعهد في التبليغ عهده وجــد                                فيهم كما التبليغ في الرسل عهــــد
والأمر بالطاعة فيه عطفــــوا                              على الإله والرسول المؤنــــــــــف
ألا تـــــــرى الإمام أمه أمـــر                              تخدمـــــــه وما لحقها اعتبــــــــــر
وهل يسوغ أمر من تعلمـــــا                               لو جل علما شيخه أن يخدمـــــــــا
والفارق الجملي في المزيـــه                               مزيـــــــــــة الدنا والاخرويـــــــه
وما به تغذت الأشبـــــــــــاح                               وما بــــــــــه تزكــــــــت الأرواح
فالقائلون لاحظو المزيـــــــــه                              للرســــــــــــل والورثة السنيــــــه
فخصصوا الرسل بما يخصهم                             وما بقي للعلمــــــــــا إرثا لهــــــــم
والكل من شكر الأله الأقدم                                 شكر الآباء والعليم أعلــــــــــــــــم

توفي ضحوة السبت السابع من رمضان سنة 1416ه  الموافق 27 يناير 1996 م ,ودفن بأدنش
وقد جمعت تاريخ ميلاده ووفاته في 
        نفس بأدنش قد تجل علاها                                    ونالت من العلي بأدنش مبتغاها
فالسين والشين والدال واللام والهاء في الشطر رمزتاريخ ولادته 1335 ه  والتاء والياء  والشين والهاء والألف تاريخ وفاته 1416
وقدرثاه الشعراء فقد رثاه شيخنا المرحوم القارئ واللغوي الشيخ محمد عبد الرحمن ولد الدوه بقصيدة مطلعها
  لقد فجع الإسلام وابتهج الضد             ونارت شجون الشجو وامتنع السهد

ورثاه الأستاذ الشيخ محمد عبد الرحمن ولد يحيى ولد الشيخ محمد بقصيدة مطلعها
                       
 حق العزاء لأهل الدين إذ فقدوا      شيخ العلوم الذي ما مثله أحــــــــــــــد 

بقلم : د جار الله ولد سيد محمد

هناك تعليقان (2):