
فى هذه الأسرة المحافظة المعروفة بالإستقامة والتقى والورع , نشأ الرجل وترعرع ,وتلقى بداية تعليمه على يد والده محمد أحمدو ولد بادي المعروف بعلمه , وتمسكه بالسنة ,وتشبثه بالحق وقد أراد أن يصوغ شخصية إبنه بنفس الصفات, فرباه على فطرة الإسلام السليمة,وقام بتحفيظه القرآن الكريم وتدريسه النصوص الشرعية واللغوية المعتمدة , فضلاعما كان يسدي إليه من نصائح وتوجيهات
ستكون فيما بعد بمثابة البوصلة التى قادت حياته إلى بر الأمان , وقد أتاحت هذه الأجواء الأسرية لمواهب الشيخ سيد محمد الفرصة لأن تتفتق , وتأخذ مداها فى الظهور , ولتدفعه إلى أن يغادر حيه قاصدا محظرة أهل أبات الشهيرة , والتى كانت بمثابة الجامعة المتنقلة حيث شملت جميع صنوف المعرفة وظلت قبلة يؤمها طلاب العلم في شتي الأرجاء
وهناك ألقى الشيخ عصا الترحال , وأنكب على العلم يعب منه عبا , فاتصل بأساطين هذه المحظرة , فأخذ عنهم ,وسألهم وناقشهم حتى تضلع من معينهم الصافى , وبلغ فى العلم شأوا كبيرا
غير أنه كان- إلى شغفه بالعلم -له توق إلى أن يدخل عالما آخر تسمو فيه النفس وتأخذ نصيبها هي الأخرى لإعتقاده أن النفس البشرية لكي تحقق توازنها , وإستقامتها وتعلقها بالخالق جل وعلا لابد ان تتصوف ولكن كيف ؟ وعلى يد من سيكون دخوله إلى هذا العالم؟
ظل هذا السؤال يراوده وكان البحث عن جوابه شغله الشاغل إلى أن جاء الجواب بشكل مفاجئ وغير متوقع
فهاهو ذا يتهيأ للسفر ويغادر مناول اهله فى شمال تكانت ,رفقة بعض رجال الحي, وفي رحلة عادية, ومألوفة كانوا يقومون بها إلى منطقة آفطوط , وفى طريقهم مرو بحي من الأحياء السكنية ,وباتوا عندهم وهناك صادف الرجل الشيخ أحمد أبو المعالى فى بداية ظهوره وما إن إلتقي الإثنان حتى بدا ,كأن كلا منهما يبحث عن الآخر فأخذ عنه الطريقة القادرية
ولم يمكث معه سوى بضعة أيام حتى ودعه الشيخ قائلا : إنه لايحتاج إلى البقاء فى الحضرة لأنه -كما قال- قد تربى بالفطرة
وظل يزوره من حين لآخر , وبعد موته , بايع الشيخ سيد محمد إبنه الشيخ محمد المصطفى
كان الشيخ شاعرا بالفصيح , والعادي , وقد خلف إنتاجا علميا نذكر منه [نظم حكم إبن عطاء الله , العسل الصافى , نظم الكهول , نظم عن القادرية .....إلخ]
وستقوم المدونة بنشر هذه المؤلفات تباعا , كما ستتعرض لشعره الفصيح والعامي .
إمتدت حياة الشيخ حتى شهر أغشت من عام 1978م حيث إنتقل إلى رحمة الله صبيحة يوم الجمعة , بعد أن أوصى أن يدفن في مقبرة وادي الرحمة , بجوار والده
رحمهم الله وأسكنهم فسيح جناته
0 التعليقات:
إرسال تعليق