السبت، أكتوبر 8

نظم طرق التخريج ودراسة الأسانيد / الفقيه د جار الله ولد سيد محمد



الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ، أما بعد :
ففي هذا البحث نضع بين يديكم نظما متكاملا لطرق التخريج ودراسة الأسانيد وذلك أن صحة الحديث تعتمد على صحة السند ، فالحديث الصحيح هو : ما اتصل سنده بنقل العدل الضابط عن مثله إلى منتهاه من غير شذوذ ولا علة .
وبالتالي فإننا لنعرف صحة الحديث لا بد لنا من النظر في السند بالإضافة إلى المتن ، وفي هذا الموضوع سنتناول طرق تخريج الأسانيد وبالتالي معرفة قبول الحديث من رده ،
فالتخريج في أصل اللغة اجتماع أمرين متضادين في شيء واحد . ويطلق التخريج على معان . أشهرها :
الاستنباط ، التدريب ،التوجيه .
أما التخريج في إصطلاح المحديثين فيطلق على عدة معان :
1 - إبراز الحديث للناس بذكر مخرجه أي رجال إسناده
2- ويطلق على إخراج الأحاديث من بطون الكتب وروايتها
3 - ويطلق على معنى الدلالة ، أي الدلالة على مصادره الأصلية وعزوه إليها .
والمعنى الثالث هو الذي شاع واشتهر بين المحديثين ، وكثر استعمال هذا الفظ فيه وبناءً على المعنى الثالث يمكننا تعريف التخريج إصطلاحاً :
هو الدلالة على موضع الحديث في مصادره الأصلية التي أخرجته بسنده ثم بيان مرتبته عند الحاجة .
والمراد بالمصادر الأصلية ما يلي :
1- كتب الحديث التي جمعها مؤلفوها عن طريق تلقيها من شيوخهم بأسانيد إلى النبي مثل : الكتب السة و موطأ مالك ومسند أحمد ومستدرك الحاكم ومصنف عبد الرزاق ... وغيرها .
2- كتب السنة التابعة للكتب الأولى مثل : الجمع بين الصحيحين وتحفة الأشراف بمعرفة الأطراف وتهذيب سنن أب داود ، وهذا الأخير وإن حذف المنذري أسانيده إلا أن السند موجود فيه حكماً ؛ لأن من أراد السند رجع إلى سنن إبي داود .
3- الكتب المصنفة في الفنون الأخرى _ كالتفسير والفقه والتاريخ _ التي تستشهد بالأحاديث لكن بشرط أن يرويها مصنفها بالأسانيد استقلالاً ، من هذه الكتب : تفسير الطبري ، الأم للشافعي .
وأهمية التخريج ووجه الحاجة إليه تكمن فى :
1- معرفة كيفية التوصل إلى الحديث في مواضعه الأصلية .
2- بواسطته يهتدي الشخص إلى مواضع الحديث في مصادره الأصلية الأولى التي صنفها الأئمة .
3- لا يسوغ لطالب العلم أن يستشهد بأي حديث أو يرويه إلا بعد معرفة من رواه من العلماء المصنفين في كتابه مسنداً
ولهذا فإن فن التخريج ودراسة الأسانيد يحتاجه كل باحث أو مشتغل بالعلوم الشرعية وما يتعلق بها .
طرق التخريج ودراسة الأسانيد

0 التعليقات:

إرسال تعليق