الاثنين، فبراير 6

الا علمنا الوطني/سيد محمد ولد لخليفه

قبل يومين من نهاية شهر يناير المنصرم طالعتنا بعض المواقع الالكترونية المحلية بنبأ مفاده ان مجموعة من الطلاب الزنوج في جامعة نواكشوط قامت باهانة العلم الوطني وتمزيقه والدوس عليه بالاقدام في وضح النهار.

للوهلة الاولي توقعت ان تشهد العاصمة نواكشوط في صباح اليوم الموالي مظاهرات منددة باهانة احد اهم المقدسات الوطنية للشعب الموريتاني وبالاف المقالات تستهجن تلك الجريمة وتطالب بمعاقبة مرتكبيها .. لكن لاحياة لمن تنادي
مع ان كتابنا كثر وحبر اقلامهم لايجف حين يتعلق الامر بالمساس بانتماءاتهم الحزبية الضيقة وولاءاتهم العمياء لرؤساء تلك الاحزاب.
وحتي لاتسقط جريمة الدوس علي علمنا الوطني بالتقاضي فاني اطالب باسم كل الوطنيين الموريتانيين بمحاكمة من ارتكب تلك الجريمة النكراء حتي يكون عبرة لغيره وحتي لايكون علمنا الوطني الذي هو رمز سيادتنا عرضة للاهانة والاحتقار لكل من هب ودب
كما اوجه نداء الي الحكومة الموريتانية بالاسراع في سن قانون يجرم اهانة العلم الوطني حتي يكون راداعا لكل من تسول له نفسه المساس به.
ولاشك ان الدولة مطالبة اليوم اكثر من اي وقت مضي بالاسراع في دمج مادة الوطنية وقدسية العلم الوطني في المناهج التربوية حتي يعي جيل المستقبل حقوق مقدساته الوطنية تجاهه.
وعلي من ارتكب تلك الحماقة ان يدرك ان العلم الوطني الموريتاني بهلاله ونجمته هو تاج كل مواطن ينبض قلبه بحب هذا الوطن بغض النظر عن عرقه او انتمائه الحزبي او النقابي ، وهو ضمن منظومة متكاملة لها قدسية يتردد صداها في وجدان كل موريتاني وطني
فقدسية هذا العلم لم تأتي لمجرد أننا أردناه أن يكون مقدسا لاكن قدسيته أمر مفروض علينا بحكم دلالاته وإيحاءاته، وكذلك رمزيته للمواطنة التي تبقى الشيء الوحيد الذي يوحدنا،(عربا وزنوجا ) والشيء الوحيد الذي لا يمكن أن نختلف فيه, مهما كانت، أو بلغت اختلافاتنا الإيديولوجية أو البيولوجية أو السوسيولوجية،
ويبقى ـ العلم الوطني - الضمانة الوحيدة التي يمكن من خلالها أن تبنى عليها الدولة كدولة، والقبيلة كقبيلة، ، فلا يمكن أن نحافظ بتاتا على القبيلة بالقبلية أو على العِرق بالعِرق , أو على الفرد بالفردانية, فلا يمكن لنا المحافظة على كل تلك الكيانات البسيطة دون أن يكون انتمائنا للوطن أولا، فمن خلال هذا العلم الذي يمثل المسلمة المتفق عليها، والمنطلق الأساس والأول الذي يجب أن ينطلق منه كل موريتاني مهما كان لونه أو عرقه أو انتمائه السياسي أو العقائدي أو الإيديولوجي كأول درجة في الترتيب السلمي الصحيح لأولويات انتمائه حتى لا يخلط بين الأصل والفرع، وحتى لا يقع في شراك العكس بين درجات الأولويات ؛ فيجعل الأصل فرعا والفرع أصلا ؛ فالأصل دوما وأبدا هو الانتماء للوطن أولا، والفرع دوما هو بقية الانتماءات الأخرى كالانتماء لاتحاد طلابي او حزب سياسي
سيد محمد ولد لخليفه / صحفي موريتاني

0 التعليقات:

إرسال تعليق