الأربعاء، سبتمبر 7

من محارب فى صفوف قوات الإستعمار إلى أديب مفلق من أدباء قرية توروكيلين



إذا كان التاريخ قد أنصف كثيرا من الشخصيات الكبيرة التى دونت أسمائها فى سجلاته بحروف من ذهب بفضل ما قدمته للأمة من عطاء شمل كافة المجالات فإنه قد حرم كثيرين آخرين لايقلون فى عطائهم وخدمتهم للوطن شأنا عن سابقهم



ونحن هنا فى مدونة توروكيلين غير معنيين بالبحث عن الأسباب الكامنة وراء ذالك لأن غايتنا هي البحث فى الذاكرة الشعبية لأمتنا بهدف إستخراج بعض الأسماء التى طواها النسيان ولم يعرف عنها إلا القليل مما تم الإحتفاظ به فى إطار ضيق جدا , من ضمن هؤلاء سنتناول إسما لانشك أن القارئ الكريم يجهله إلا من كانوا أكثر قربا منه وأشد إتصالا به ذالك هو
أعل سالم ولد الحاج رحمه الله
ولد فى ولاية آدرار حيث شب وترعرع وتأثر بالثقافة السائدة فى المنطقة من أدب وفروسية ورماية ....إلخ
وما إن إستقر المستعمر هناك حتى إلتحق بجيش الإستعمار وخاض معه بعض المعارك مثل معركة إيميجن المشهورة حيث شاهد مقتل المجاهد الكبير أعل ولد ميارة التى يقول إن مقتله كان السبب المباشر فى تغير حياته وتبدل نظرته إلى الأمور , فأسر فى نفسه نية التخلى عن الإستعمار, وعدم إشهار السلاح فى وجه أي مسلم , وما إن عاد إلى حيه حتى حول هذه النية إلى حقيقة , حيث ترك بندقيته , وغادر سرا منزله ناويا ألا يعود عسى أن يكفر بذلك عما بدر منه من مساعدته للإستعمار
ظل أعل سالم يذكر تلك الأحداث بحسرة وندم وكثيرا ماكانت الدموع تسيل على خديه حين يحدث عنها , توجه نحو الجنوب وأنتهى به الطواف إلى حي أهل الشيخ ولد أمن حيث تتلمد على أحد مشاهيرها هو : محمدو ولد لخليفة بن زين العابدين بن الشيخ أحمد محمود أبن الشيخ سيد محمد ولد أمن المعروف بالتقوى والورع والزهد فاتصل به وأخذ منه وظل يرافقه إلى أن توفي سنة 1970م فبقي إتصاله مستمرا بأفراد أسرته من بعده وكانت له علاقات مشايخ آخرين من هذا الحي مثل سيد محمد ولد أحمد محمود ولد محمد لمام ولد الشيخ سيد محمد ولد أمن رحمه الله
فى منطقة آفطوط  وغيره من مشاهير المجتمع, وهكذا كانت المحطة فى مرافقة الصالحين والأخذ عنهم والإشادة بمآثرهم
وكان همه كل همه أن يكفر الله عنه سيئاته
حيث أخذت حياته هذ المنحى وكانت أمنيته أن يدفن بين من سبقه من أشياخه وتحققت أمنيته , إذ إنتقل إلى الرفيق الأعلى سنة 1997م ودفن بالتومية بجوار الرجل الصالح الشيخ سيد محمد ولد أمن
رحم الله أعل سالم ولد الحاج وأسكنه فسيح جناته

0 التعليقات:

إرسال تعليق